رغم التنامي الملحوظ لشريحة الشباب في المجتمعات العربية، وفي سورية على وجه الخصوص، حيث تشكل شريحة الشباب أكثر من 50% ، وفي الوقت الذي تتعدد فيه متطلبات هذه الشريحة الواسعة وتتسع مشاكلها ما يجعلها بحاجة إلى منابر إعلامية تتحدث باسمها نرى أن عدداً قليلاً، بل ومحدوداً، من الفضائيات العربية والصحف والمجلات موجه للشباب، وهي لا تناقش قضاياهم سوى بموضوعات متناثرة في هذه الصحيفة أو تلك، وحتى إن تطرقت المحطات التلفزيونية في بعض برامجها لقضايا الشباب، تأتي معالجتها، في الغالب، سطحية!
فهل عدم التعاطي بجدية مع قضايا الشباب مردّه إلى غياب الكوادر القادرة على مخاطبته؟ أم أن المضمون الإعلامي الموجه للشباب لا يلامس اهتماماتهم؟ أو أن الشباب لا يشاركون في صناعة المادة الإعلامية؟
سنحاول في هذا الموضوع التطرق بشكل موجز لأهم هذه القضايا بغية وضع بعض النقاط على الحروف، كون الإعلام اليوم بات من الأسلحة الفتاكة في المجتمعات، ومن واجبنا أن نتوجه للشباب بإعلام يناسب تطلعاتهم
لأنهم هم من سيحمل راية المستقبل في هذا الزمن الذي يفور فيه الشباب العربي لمجرد فبركة إعلامية غير محسوبة!فهل عدم التعاطي بجدية مع قضايا الشباب مردّه إلى غياب الكوادر القادرة على مخاطبته؟ أم أن المضمون الإعلامي الموجه للشباب لا يلامس اهتماماتهم؟ أو أن الشباب لا يشاركون في صناعة المادة الإعلامية؟
سنحاول في هذا الموضوع التطرق بشكل موجز لأهم هذه القضايا بغية وضع بعض النقاط على الحروف، كون الإعلام اليوم بات من الأسلحة الفتاكة في المجتمعات، ومن واجبنا أن نتوجه للشباب بإعلام يناسب تطلعاتهم
وللوقوف على دور الشباب في صنع المحتوى الإعلامي لابد من تأهيل كوادر قادرة على التعاطي مع قضايا الشباب، من الشباب أنفسهم، لأنهم الأقدر على إيصال رسالة الشباب عبر وسائل الإعلام، ولكن ما يحدث أن الإطار العام أو ما يمكن تسميته بالمحددات والضوابط هي التي تتحكم أحيانا بالتعاطي الإعلامي مع شريحة الشباب، الأمر الذي يحدّ من التأثير المفترض إحداثه.
المسألة الأخرى هي عدم معرفة ما يريده الشباب من وسائل الإعلام وعدم اعتماد سلم الأولويات في التغطية الإعلامية، فمن غير المعقول مثلاً أن نفرد صفحات لقضية ما، لها علاقة بالشباب، ولكنها ليست متفاعلة في المجتمع ونتجاهل قضية أخرى تشكل ظاهرة وتهم شريحة واسعة من الشباب.
وهنا يجب التمييز بين الإعلام الرسمي والخاص في سورية، على سبيل المثال، فالأول استطاع في الآونة الأخيرة أن يحدث بعض التغييرات شكلا ومضموناً ما فتح الباب نسبياً أمام اهتمام أوسع بشريحة الشباب، أما الخاص فهو علاوة على أنه ما زال فتياً، توجه معظمه بدوافع اقتصادية إلى شريحة من القراء محددة سلفاً.
وحتى لا نكون مجافين للحقيقة يمكن القول أن الفترة الأخيرة شهدت حراكاً إعلامياً باتجاه إعادة بناء الثقة بين وسائل الإعلام والشباب من خلال زيادة الاهتمام بقضاياهم، لكن مازال هناك الكثير لفعله لكي تصل الرسالة الإعلامية إلى جمهور الشباب ليشعر أن هناك من يهتم به، ولكن قبل كل شيء لا بد من الاقتراب أكثر من هذه الشريحة ومعرفة اهتماماتها وميولها، وبالتالي تحديد الطريقة التي يمكن بها التوجه إليها، وهنا تكمن مسألة الاهتمام بالدراسات والبحوث المتعلقة بالشباب والتي من شأنها تقديم قاعدة بيانات بطرق علمية يمكن الاستناد إليها عند وضع السياسات العامة لوسائل الإعلام في مسألة التعاطي مع الشأن الشبابي لتحديد ماهية القضايا الأكثر إلحاحاً في الطرح، بمعنى أن يستشار الشباب حول ما يريدونه من وسائل الإعلام ونوعية ونمط القضايا الأكثر إلحاحاً، والتي يجب التركيز عليها، والأكثر من هذا كله يجب أن يشارك الشباب بأنفسهم في إعداد وتقديم وإدارة البرامج التلفزيونية والإذاعية وإعداد التحقيقات الصحافية.
وإذا ما تطرقنا إلى الحيّز الذي تحتله قضايا الجيل الشاب في فضائياتنا العربية فإننا نصاب بخيبة الأمل، فما زالت نظرة بعض هذه الفضائيات إلى قضايا الشباب نظرة سطحية استهلاكية لا تتصور قضاياهم، في أغلب برامجها، خارج إطار الرياضة والموسيقى والرقص والغناء، في مقابل تجاهل بعض هذه الفضائيات للواقع الشبابي العربي والظروف المحيطة به سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، ولا شك في أن تغييب الكثير من الفضائيات لهذه القضايا، يصيب الشباب بالإحباط واللامبالاة، وهنا مكمن الخطر الذي يحدق بشبابنا، فالإعلام لا بد أن ينخرط في عملية التوعية والتنمية ولا بد من تدعيم رسالته المكملة لدور الأسرة ومؤسسات التعليم لمواجهة الإعلام المغرض الذي يحاول تضليل شبابنا وتدمير قيمنا الوطنية والاجتماعية والأخلاقية !!
د. بسام الخالد
Bassamk3@gmail.co
0 commentaires: