استغلت الولايات المتحدة وإسرائيل اجتماعا للوكالة الدولية للطاقة الذرية للضغط على دمشق من أجل فتح تحقيق في أنشطتها النووية في الوقت الذي يركز فيه المجتمع الدولي على عرض يقضي بتخلي سوريا عن ترسانتها الكيماوية.
وقال دبلوماسيون إنه رغم اعتبار قضية مخزونات سوريا من الأسلحة الكيماوية أكثر إلحاحا إلا أن مبعوثي الولايات المتحدة وإسرائيل أشارا أثناء اجتماع مغلق لمجلس محافظي الوكالة في فيينا إلى عدم تعاون دمشق مع مفتشي الأسلحة النووية التابعين للأمم المتحدة.
وتسعى الوكالة التابعة للأمم المتحدة منذ وقت طويل إلى تفقد موقع في منطقة صحراوية في سوريا تقول تقارير مخابرات أميركية إنه كان مفاعلا نوويا تحت الإنشاء من تصميم كوريا الشمالية لتصنيع البلوتونيوم اللازم لصنع قنابل نووية. وقصفت إسرائيل الموقع عام 2007.
وقال السفير الإسرائيلي في الوكالة إيهود أزولاي لمجلس المحافظين المكون من 35 دولة أمس الخميس طبقا لنسخة من كلمته حصلت عليها رويترز بعد الاجتماع "مستوى الثقة في سوريا في المجال النووي مماثل للثقة بها في المجال الكيماوي."
وقال دبلوماسي أميركي كبير إن سوريا يجب أن تسمح للوكالة بدخول كل المواقع والحصول على المواد ذات الصلة والاتصال بالأشخاص المعنيين لخدمة تحقيقها الذي بدأ قبل خمس سنوات.
وقال سفير الولايات المتحدة في الوكالة جوزيف ماكمانوس "إلى أن تتمكن الوكالة من الإجابة على كل الأسئلة العالقة بشأن الطبيعة السلمية البحتة للبرنامج النووي السوري فإن عدم التزام سوريا سيظل مبعث قلق جدي." ولم يتسن الوصول إلى تعليق مبعوث سوريا في الوكالة.
وقالت سوريا إن الموقع في دير الزور عبارة عن قاعدة عسكرية تقليدية لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلصت في عام 2011 إلى أنه "من المرجح كثيرا" أنه مفاعل كان يجب إبلاغها به.
وفحص مفتشون من الوكالة الموقع في حزيران 2008 لكن السلطات السورية منعتهم منذ ذلك الحين من دخول الموقع. وفي فبراير قالت مصادر من المعارضة في شرق سوريا إن مقاتلي المعارضة سيطروا على الموقع المدمر قرب نهر الفرات.
وتطلب الوكالة أيضا معلومات عن ثلاثة مواقع أخرى قد تكون لها صلة بدير الزور.
وذكر معهد العلوم والأمن الدولي وهو مؤسسة بحثية أميركية أنه لا يعتقد أن سوريا تملك برنامجا نوويا نشطا وسريا في الوقت الحالي. لكنه أضاف في تقرير نشر في وقت متأخر أمس الخميس "يعتقد أن سوريا تعمل بنشاط على إخفاء أشياء تتصل بالجهود السرية السابقة لبناء مفاعل نووي."
وقال خبراء أمنيون إسرائيليون وغربيون في وقت سابق هذا العام إنهم يشتبهون بأن سوريا ربما تملك أطنانا من مخزونات اليورانيوم غير المخصب وإن أي مخزونات من هذا النوع قد تكون محل اهتمام حليفتها إيران.
0 commentaires: